الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

مــعـشوقـتـي الـسـمـاء ..


إليـكِ أيـتـها الـسمـاء ..

إليـكِ غـالـيـتي ..

إلى حضنكِ الدافئ .. وصدرك الرحب ..

اعتدتُ أن ألجـأ كلما ضقت ذرعاً بهمومي .. آتي بها إليكِ فأنتِ وحدكِ القادرة على التعامل معها ..

اعتدتُ أن افتح قلبي لكِ .. أحاوركِ .. كلما هجرني البشر ..

اعتدتُ أن أرتمي بأحضانكِ الدائفة .. أرتجي بعض الحنان الذي افتقدته في كنف الأرض ..

اعتدتُ كلما حار بمقلتيّ النمير .. أناظر طيفكِ الساحر .. فترتسم ابتسامة خجلى على شفتاي اجهل حتى اللحظة سببها !!


أهي ابتسامة هازئة بالجراح ؟؟ أم أنها تعبير قلبٍ مرتاح ؟؟ أم ابتاسمة أمل يهبها نورك الطاغي لظلام مكنوناتي ..؟؟


لا أعلم .. وأعلم أنني مهما طال الزمن لن أعلم .. لأنكِ إبداع إلهي .. أسمى من أن يعلم كـُـنه سحره إلا الله تعالى ..!!

ولكن

كل ما أعلمه أنكِ حبيبتي ... معشوقتي .. مصدر سعادتي ..

منكِ أستمد القوة حال ضعفي ..

أستمد الصبر حال جزعي ..

أرتوي الأمل حال يأسي ..

حينما أرفع وجهي إليكِ .. نسيمكِ يمسح بقايا دموعي .. حينما أرتمي بأحضانكِ دفئكِ يمتص همومي

آآه .. آآه .. كم أحب الخلوة معكِ .. بعيداً عن أعين البشر .. حيث الطهر والنقاء .. حيث الشفافية والعذوبة .. التي يجهل البشر أبسط حروفها ..


إليّ حبيبتي .. إليّ غاليتي ..

ضميني بين ذراعيكِ الرحبة ..

آمني روعي ..

بددي حزني ..

امنحيني بعض ما فقدت من الحنان..

دعيني أرمق الحياة في وجهكِ الساحر ..

دعيني ألتمس الأمل من بريق عينيكِ الصافي ..



يا إلهي .. !!

ما هذا الذي أراه ؟؟

أتراكِ تبكين حبيبتي ؟؟

أم أنني أتخيّل فقط .. !!

أتراه اعتلى لونكِ الشحوب ؟؟ أم أن حزني أفقد عينيّ رؤية الألوان .. ؟؟ !!

أتراكِ غاضبة يدوي صراخكِ في أذني .. أم أنها أصوات قلبي الجريح ..؟!


يا إلهي ..!!

هاهي دموعكِ الطاهرة تغسل وجنتاي .. هاهو وجهكِ الحزين .. أمامي .. يرمقني بنظرات العتب .. وكأنه يقول:

" حان وقت الوفاء .. ضميني يا هذه .. امسحي دمعي .. بددي شجني .. "


ولكن ...!!!

بكل ضعفي أقول.. لا أستطيع .. اعذريني حبيبتي .. !!


لطالما مسحتِ دمعي .. ولكن هيهات لي أن أمسح دموعكِ ..

لطالما احتضنتني بحنانكِ الدافئ .. ولكن هيهات لحضني الصغير أن يتسع لحضنكِ ..

ولكن اطمئني ..

لأجلكِ .. ولأجلِ حبكِ ..سأبدد كل مستحيل .. سأفعل كل ما بوسعي كيلا أرى تلك الدموع ..

سأجمع كل ألواني .. لأزيل عن وجهكِ الشحوب ..


لا تبكِ حبيبتي ..

فقط ..

انظري في عينيّ الحائرتين أمام هيبة حزنكِ ..وطهر مدامعكِ ..

اقتربي من جسدي الصغير .. فأنا جنينكِ الذي تربّى بحنانكِ وطهركِ..

اقتربي غاليتي ..

اقتربي أكثر وأكثر ..

سأغمض عيناي مواساةً لكِ .. وأقول ..

" ها هي ذراعي مفتوحه رغبة باحتضانكِ ..

هاهي يداي الصغيرتان تمتدان لمسح دموعكِ ..

ها أنا حبيبتي .. ببراءة طفولتي .. سألغي حزنكِ .."


أعلم أنني أحاول " عبثاً " الوصول إلى احساسكِ ..

بل وأحاول تقليدكِ دون جدوى ..

ولكن ..

تبقين أنتِ السماء ..

سامية .. شاهقة .. عالية فوق كل شيء ..

لكن ذلك لا يمنع عبث صغار الطيور .. في التحليق معكِ ..

ولا يئد أحلام الشرنقات في مداعبة مشاعركِ حينما يصبحنَ فراشاتٍ يانعات ..

ولا يقوى على إيقاف نبضات قلب طفلةِ مثلي .. تهواكِ بجنون وتتمنى طبع قبلة على جبينكِ الساحر .. !!


صحيح أن قلبكِ أكبر .. وروحكِ أطهر .. ولكنه " العشق " الذي بمقلتيه الكون يصغر !!


هناك تعليقان (2):

Dr. Ali Maarafi يقول...

اسلوب رائع في التعبير
اذهلت بانتقاء الكلمات

قصيدة نثرية مميزة

المجهولة قدرا يقول...

شكراً لك .. أخي Dr-maarafi

الأروع مروورك وتواجدك العطر هنا